قصر كاف هو أحد الحصون القديمة و التي تعتبر الآن من المواقع السياحية الهامة نظرا لما يتفرد به من طابع تراثي و تاريخي فريد ، إضافة إلى مساحته الكبيرة و قربه من بعض المواقع الآثرية الأخري كقرية كاف الأثرية و قلعة الصعيدي التاريخية ، ناهيك عن طابعه المعماري الرائع لما يميزه من أعمدة معمارية و أفاريز و غير ذلك من المواصفات المعمارية التراثية الرائعة التي تفوح بعبق التاريخ بالمملكة العربية السعودية .

نبذة مختصرة عن موقع القصر الإستراتيجي

يقع قصر كاف على بعد ثمانية عشر كيلو متر عن محافظة القريات ، وهو عبارة عن قصر تاريخي بني عام 1338هجريا ، و في الجهة الغربية من القصر تقع قلعة الصعيدي و هي عبارة عن أساسات من جدران حجرية ، كما ويوجد على أطرافها عدد كبير من الأبراج ، و هي قلعة حربية الشكل من العصر النبطي التي تعود إلى  ستون عاما قبل الميلاد ، و لقد أستخدمت في عصر الدولة العثمانية ، و يحيط بها سور خارجي ، و كانت وظيفتها هي العمل على حماية القوافل التجارية و قوافل الحجاج .

نبذة مختصرة عن وصف قصر كاف

قصر كاف هو حصن حربي أو قلعة حجرية و يقع على تل متوسط الإرتفاع في الجهة الشمالية الشرقية من قرية كاف لذا تم تسميته تبعا للقرية ،و تبلغ  مساحته حوالي ألفان و سبعمائة متر مربع ، و تم تشييده من الحجارة الجيرية أو ما تسمى بالحجر الرسوبي الكلسي الأبيض و ذلك في  عام 1338هجريا و تحديدا في عهد نواف بن شعلان ، و من الجدير بالذكر أنه إستغرق بناء هذا القصر حوالي عامين و له بوابتان رئيسيتان ، و يحاط القصر بسور يضم أربعة أبراج للمراقبة في أركانه ، و يتضمن القصر مجموعة من الغرف و القاعات كانت لها العديد من الإستخدامات كسكن و للأعمال الرسمية ومستودعات و سجن و أخرى للإدارة ، و يشمل أيضا عناصر معمارية مميزة مثل العقود و الأعمدة و الأفاريز الرائعة ، أما عن إختياره كموقعا سياحيا فيرجع ذلك لأهميته الأثرية و التراثية بالإضافة إلى تاريخه و تفرده و أيضا لتكامله السياحي مع مواقع سياحية مجاورة مثلقرية كاف و قلعة الصعيدي .  

تاريخ قصر كاف

لقد تم تسليم القصر إلى الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه اللع و ذلك في عام 1344 هجريا ، كما أنه توجد على بوابة القصر الرئيسة وثيقة تاريخية لبنائه  والتي تضمنت كتابة عليها تاريخ البناء و هو  الثاث و العشرون من شهر رجب عام 1338 هجريا ، حيث تم نقشها على قطعة حجرية تم وضعها في تصميم البناء نفسه ، وقد أصبح القصر مقرا للحكم السعودي في المنطقة حيث تعاقب على العمل فيه عدد من الأمراء و هم كما يلي :

– الأمير علي بن بطاح : و هو كان أول أمير في القريات و ذلك في شهر رمضان من عام 1344 هجريا .

– الأمير عبدالله بن حمدان .

– الأمير عبدالله الحواس .

– الأمير صالح بن عبدالواحد .

– الأمير عبدالعزيز بن زيد .

– الأمير عبدالعزيز السديري : و من الجدير بالذكر أن في عهده تم نقل مقر الإمارة من قرية كاف إلى مقر القريات الحالي و ذلك في عام 1357 هجريا .

و من ثم ظل القصر مقرا لمركز إمارة كاف ، ثم ترك وسلم لإدارة التعليم بالقريات لوحدة الآثار و المتاحف ، حيث تم عمل توثيق و تسجيل له ، و تم بعد ذلك ترميمه . 

وأخيرا…  المملكة العربية السعودية تمتلئ بالمواقع الأثرية الهامة التي تعد شاهدا على الإرث التراثي للأجداد و دليل حاضر على البراعة و الإتقان المعماري الذي تم به البناء و التشييد بمعدات قليلة و إمكانيات ضعيفة فلك أن تتخيل عزيزي القارئ لو أن توفرت لديهم المعدات التي نمتلكها الآن لصالوا و جالوا في الأرض بعلمهم و قدراتهم التي فقدنا معظمها في عصرنا الحالي ، فيجب أن نعود بين الحين و الآخر لنلقي نظرة على تاريخ أجدادنا لأخذ العظة و العبرة لتكون شعاع نورا لنا في طريق حياتنا و يكفيك أن تري إنجازاتهم رغم ضعف الإمكانيات و الفرص التي أتيحت لهم .