الإستهزاء والسخرية الفرق بينهما شاسع وكبير فالإستهزاء بالشيء يعني الإستهانة به والإستهزاء بالشخص يعني إحتقاره وعدم إعطائه أي قدر مِن الإهتمام وهو ما يصحبه في الغالب السخرية والتي تعني الضحك نتيجة إحتقار شيء ما أو الإستخفاف به، ومِن الجدير بالذكر أن مَن حاكى شخصاً ما قوله أو زيه أو عمله محاكاة إحتقار فهي سخرية فالسخرية تستلزم الإستهزاء وهي تختص بالأشخاص دون الأشياء.

الفرق بين الإستهزاء والسخرية

الفرق بين الإستهزاء والسخرية هو أن الإستهزاء يكون دون سبب أي دون أن يفعل الشخص المُستهزأ به أي فعل ليُستهزأ به مِن أجله، أما السخرية فإنها تكون دلالة على فعل قام به الشخص الذي تتم السخرية به.

أسباب الإستهزاء والسخرية

قد يسخر المرء مِن شخصاً ما ربما بسبب جنسه أو لونه أو حتى مكانته ولكن في الواقع أياً مِن هذه الأشياء ليست بسبب أو دافع لتبرير السخرية مِن الخلق و الناس فلا تجوز السخرية مِن أي شخص بأي حال مِن الأحوال فالتفاضل بين الناس لا يكون سوى على أساس التقوى والعمل الصالح وهو أمر لا يعلمه سوى الخالق عز وجل.

لماذا بعض الأشخاص يستمتعون كثيراً بالسخرية والإستهزاء مِن الأخرين

منذ الطفولة وحتى الكبر وخلال كافة فترات حياتنا دائماً ما نُصادف أشخاصاً يبدون كأنهم لا يستمتعون بشيء في حياتهم سوى الإستهزاء والسخرية مِن الأخرين وهو أمر في الغالب يُسبب الكثير مِن المشاكل في العلاقات الإنسانية ويجعل البعض يشعرون بشيء مِن الحرمان والنقص، ومِن الجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخصاص الذين دائماً ما يتمتعون بالسخرية مِن الأخرين في الغالب يُعانون مِن إضطراب في الشخصية أو مِن مرض الفصام وهو ما يولد بداخلهم الشعور بالتقليل مِن الأخرين وإحتقارهم ويجعل هؤلاء الأشخاص دائماً ما يشعرون بأنهم الأفضل في كل شيء وأفضل مِن الجميع.

بعض الأشخاص يستمتعون بالسخرية مِن نفسهم مِن باب المزاج والضحك وفي الغالب هذا النوع مِن اللأشخاص يُعانون مِن إحدى صور الإكتئاب ولهذا فإنهم يخرجون الكبت بداخلهم في صورة سخرية ومزاج على أنفسهم غالباً ومِن الممكن على الأخرين كذلك.

الأثار السلبية للإستهزاء والسخرية

للسخرية والإستهزاء الكثير مِن الأثار السلبية السيئة مثل :
1- قطع الروابط الإجتماعية التي يُفترض بأنها قائمة على الإخوة والتراحم والتواد.
2- نمو العداء والبغض بين الناس وحتى إن الأمر قد يصل إلى تورث هذه الأحقاد والأضغان.

3- تولد شعور ملح بالرغبة في الإنتقام.
4- زيادة سيئات الشخص المستهزء.

5- قد يصل الأمر إلى خسارة الشخص المستهزء لبعضاً مِن حسناته.
6- السخرية فيها مخالفة صريحة وواضحة لأوامر الله عز وجل فقد نهى الله عن السخرية.

7- جعل الشخص الذي تتم السخرية به ناقماً على الشخص الساخر منه ومترباً له ودائماً ما يُحاول الإنتقام منه بأي شكل مِن الأشكال.

8- فيما سبق كان الغرق عاقبة قوم نوح حينما كفروا بالله وسخروا مِن نبي الله نوح عليه السلام ولهذا فإن السخرية مِن الأخرين والإستهزاء بهم يُعد نذير شؤم للشخص الساخر أو المستهزيء.

9- تتسبب السخرية في فقدان الشخص الساخر لوقاره كما أنها تُسقط عنه المروءة.
10- أن يسخر شخصاً ما مِن غيره فإنه بهذا يظلم نفسه لأنه يُحقر مِن وقره اللع عز وجل فقد وقر الله عز وجل البشر كافة حينما فضل الإنسان على كافة الكائنات الحية الأخرى.

11- تُعد السخرية إنتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان فهي مخلة تماماً لمبدأ تكريم الإنسان.

أساليب السخرية

1- الصورة الأولى للسخرية والأقدم على الإطلاق وكذلك الأكثر إنتشاراً بين الناس هي السخرية عن طريق المحاكاة في المشي والكلام والحركات الجسمية والسمات البارزة التي يتميز بهذا الأشخاص عن غيرهم، ويُعد هذا الإسلوب أحد أساليب الكناية التي يمتاز بها كاتب مِن الكتاب أو خطيب مِن الخطباء أو شاعر مِن الشعراء في أحد قصائده.

2- السخرية بالصوت تُعتبر مِن أقدم طرق السخرية والأكثر شيوعاً وهذا النوع مِن السخرية يكون أما بتلوين الصوت أو رفعه وخفضه وإعطائه نبرات خاصة معروفة يتعرف عليها السامع فور سماعها ويعرف صفاتها بشكل جيد.

3- السخرية بإنفراج أسارير الوجه وتحريك عضلاته أو هز الكتفين والرأس أو الغمز بالعينين.
4- معالجة الشيء الحقير على أنه عظيم وهو ما يُعرف في الأدب العربي بإسم الذم بما يُشبه المدح.

5- تجاهل العارف أو التبالة.
6- التعريض هو واحد مِن أشهر أنواع السخرية في الأدب العربي.

7- التصوير المبالغ فيه والذي يُعرف بإسم الكاريكاتوري هو واحد مِن أشهر أنواع السخرية في الوقت الراهن وهو عبارة عن وضع الشخص في صور مضحكة مثل المبالغة في تصوير عضو مِن أعضاء الجسم ومحاولة تشويهه بحيث يجعل المشاهد لا يتعرف على الشخص إلا بهذا العيب أو الجزء التي تم تكبيره مِن جسده.

8- التلاعب اللفظي مِن أساليب السخرية الشائعة والأساس فيه محاولة المتندر إكساب الألفاظ معاني غير معانيها الواضحة.