العين هي عضو من أعضاء جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن الرؤية وتعطي الجمال لوجه الفرد، ومن خلال العين يتمكن الإنسان أن يعبر عن الفرح والسعادة والغضب، ولذلك حظت العين بالعديد من الأهمية لدى الشعراء سواء من العرب أو الشعراء الاجانب، والذين قاموا بتوضيح مفهوم العين بالعديد من الكلمات التي تختص بها والعديد من مصادر الفعل أيضًا لتأتي العين جمعًا أو مفردًا أو مثنى، ويضاف إليها حروف وإضافات لتعطيها معاني أخرى.

الفرق بين عينيك وعيناك

كثرت عمليات التساؤل بين كاتبي الأشعار في البلدان العربية واحتاروا ما بين وضع كلمة سحر جمب كلمة العين، وكانت الحيرة قائمة حول الأصح هل يتم وضع سحر عينيك أم سحر عيناك، وجاءت العديد من التفسيرات التي توضح الإجابة لهذا التساؤل، والتي من بينها :

يعتمد اختيار كلمة عيناك أم عينيك على حسب قصد الشاعر أو القائل من كلمة سحر التي تسبق كلمة العين، لكي تظهر المعنى واضحًا، وذلك عن طريق :

ـ إذا كتب الشاعر سحر عينيك، فأن هذا يعني تركيب إضافي للسحر على العين.

ـ إذا كتب الشاعر سحر عيناك، فأن هنا الجملة تكون فعل وفاعل مستتر ومفعول به.

وللمزيد من التوضيح هنا :

فأنه لابد من معرفة الشكل التام لكلمة سحر فإذا كانت سحر بمعنى الفعل فأن العبارة الأصح تكون سحر عينيك، وهنا يكون إعراب سحر فعل ماضٍ مبني على الفتح، ويكون الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، أما إذا كانت سحرُ، فأن الأصح عنا يكون سحرُ عينيك أيضًا لأن في تلك الحالة يكون سحرُ مبتدأ وهو مضاف، وعينيك مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامه جره الياء لأنه مثنى، أما عند اختيار سحر عيناك، فأنه في تلك الحالة يكون سحر خبر مقدم، وعيناك مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى.

أيهما أصح عيناك أم عينيك

أشار المفسرين إلى أن كلا التعبيرين صحيحين فيجوز أن نقول سحر عينيك وهو الأصل، حيث أن سحر مضاف وعينيك مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه مثنى، ويجوز أيضًا أن نقول سحر عيناك، لأن هناك بعض الأقوام من العرب يلزمون المثنى الألف في كافة أحواله، سواء الرفع أو النصب أو الجر، ويكون الإعراب في تلك الحالة بحركات مُقدرة على الألف، وبذلك يكون عينك مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المُقدرة على الألف للتعذر.

قصيدة عيناك

عينان لم تبقيا شيئًا من الرمق

لَم يَبقَ مِنِّيَ إلاَّ الحِبرُ فِي الوَرَقِ

عَينَان جَلَّ الَّذِي أعطَاهُمَا ألقاً

كَأنَّمَا الدُّرُّ يَغفُو فِي مَدَى الحَدَقِ

عَينَان مُنذُ سَقَانِي الحُبُّ شَهدَهُمَا

بَاقٍ بِغَيبُوبَةٍ لِلآن لَم أُفقِ

عَينان بِالحُبِّ تَاريخِي قَتِيلُهمَا

لَولاهُمَا عشتُ فِي هَمٍّ وَفِي قَلَقِ

عَينَان عَدَّلَتَا مَسرَى حَيَاتِيَ كُلَّ

هَا، وَأنقَذَتَا قَلبِي مِنَ الغَرَقِ

♦♦♦♦

زَارَت مَنَامِي وَنُورُ الوَجهِ مُتَّقِدٌ

كَأنَّمَا الخَدُّ منهُ حُمرةُ الشَّفقِ

قَالَت بِحُزنٍ: هَجَرتَ الشِّعرَ أم أسَفاً

مَا بَينَنَا قَد قَضَى من شِدَّةِ الفَرَقِ؟

فَقلتُ: سَيِّدَتِي، مَا شِيمَتِي أبَداً

هَجرُ الحَبِيبِ وَلَا النُّكرَانُ مِن خُلُقِي

أشكُو إلَى الوَرَقِ المَنثُورِ مُحتَرِقاً

حَتَّى اشْتَكَتْ كَلِمَاتُ الشَّوقِ مِن حُرَقِي

وَأسهَرُ الَّليل، كَم مِن لَيلَةٍ ذَهَبَتْ

مِن لَذَّةِ النَّومِ لَم أُطعَمْ وَلَم أذُقِ

أعِيشُ وَحدِي وَنَارُ الحبِّ تَفتَكُ بِي

وَالطَّيرُ تَسجَعُ مِن شَوقِي عَلَى الأُفُقِ

وَالرَّعدُ فِي ألَقٍ وَالسُّحبُ فِي مَلَقٍ

وَالبحرُ فِي هَدأةٍ وَالحبُّ كَالحَبَقِ

وَالَّليلُ يَعزفُ لِلعُشَّاقِ أغنِيَةً

وَالبَدرُ مُؤتَلِقٌ، وَالعَبدُ فِي شَبَقِ

وَاللهِ – يَا ابْنَةَ صَبرِي – مَا اعتَنَقتُ هَوًى

وَلَا سِوَى حُبِّكُم يَوماً بِمُعتَنِقِ

وَمَا لِغَيرِكُمُ فِي القَلبِ مَنزِلَةً

لَا وَالَّذِي خَلَقَ الإنسَانَ مِن عَلَقِ.